المثل الشعبي أو الحكمة المفضلة لديكـ يقولان الكثير عـن شخصيتكـ
التفضيلات الشخصية للإنسان والأشياء التي يؤمن بها، وكذلك الأشياء التي يرفضها، تلعب جميعا دورا في مساعدتنا على سبر أغوار الآخرين ممن نتعامل معهم في حياتنا اليومية. فقط كل ما علينا هو التدقيق بشكل أكبر في تفاصيل الأشخاص المحيطين بنا، ومحاولة التعرف على ما يفضلونه، وكذلك ما يرفضونه، للاقتراب أكثر من شخصية كل منهم وتوقع ردود أفعالهم وتصرفاتهم من خلال دلالات ما نلاحظه عليهم.
فمثلا، الأمثال الشعبية المفضلة لديك، تكشف - بلا شك - عن جوانب مهمة من شخصيتك، ولو دقق المحيطون بك وأمكنهم رصد هذا الجانب بك، لأمكنهم قراءتك بسهولة إلى حد كبير، والتعرف على حقيقة شخصيتك وأهم مبادئك في الحياة.
فلو كان المثل المفضل لديك على سبيل المثال، هو (القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود)، فهذا يدل على الحكمة وحب التوفير لعمل حساب ما قد يأتي به المستقبل من ظروف مادية صعبة
أما لو كان مثلك المفضل على العكس هو (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)، فهذا يدل على شخصية متهورة لا يعتمد عليها ومسرفة، وهذا يعرضها باستمرار لأزمات مالية ومشاكل أسرية.
وبنفس الطريقة، فإن اتخاذ عبارات مثل "الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك"، و"لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد" كحكم مفضلة، يدل على شخصية منظمة وناجحة في حياتها العملية، لأنها تدرك قيمة الوقت في حياتها، وتحرص دوما على الوفاء بالوعود وإنجاز المهام في المواعيد المحددة.
النساء المؤمنات بالمثل الشعبي القائل "ضل راجل ولا ضل حيطة" هن في الغالب مغلوبات على أمرهن، لا يتمتعن بشخصية قوية، ولا يميزن الصالح من الطالح، ويعتقدن أن الزواج هو أقصى طموح يمكن أن تحققه المرأة في حياتها، دون أن تشكل لهن شخصية أو طبيعة زوج المستقبل أي فارق، فيكفي أنه رجل وفقط! هذه الشخصية تكون في الغالب غير مثقفة وغير مهتمة بالمجتمع من حولها، ولا اهتمامات لها سوى الزواج والإنجاب.
على الجانب الآخر، هناك شريحة ليست قليلة هذه الأيام من الفتيات يرفضن هذا المثل الشعبي تماما، ويفضلن مثلا شعبيا آخر يقول "قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة". أولئك الفتيات والنساء هن الأكثر تشككا وحكمة، ولديهن ثقة كبيرة بأنفسهن ومعايير مرتفعة في اختيار الزوج، فلا يكفي "ظله" بالنسبة لهن، بل يجب أن تتوافر فيه صفات مهمة تؤهله لأن يصبح زوجا. المؤمنة بمثل هذا المثل تكون في الغالب شخصية مثقفة متعلمة، مشغولة بتحقيق طموحاتها العملية، ولا تؤمن بأن الزواج والإنجاب هما الوظيفة الوحيدة التي خلقت من أجلها المرأة.
هناك أمثال شعبية أخرى مثل "اللي ياكل على ضرسه، ينفع نفسه" وحكم مثل "ما حك جلدك إلا ظفرك"، يكون الإنسان الذي يفضلها في حياته ويطبقها صاحب شخصية مستقلة، نشيطة، ترفض التواكل على الآخرين، أو تواكل الآخرين من الكسالى عليها، وتحرص دوما على تولي جميع شئونها بنفسها. وقد يشوب ذلك بعض سمات التشكك، وعدم الثقة في قدرة الآخرين على الإنجاز بنفس المستوى.
هناك مجموعة أخرى من الأمثال الشعبية مثل "اللي اتلسع من الشوربة، ينفخ في الزبادي"، و"امشي سنة ولا تخطي قنا"، و"مش كل مرة تسلم الجرة". من يفضلون هذه الأمثال الشعبية ويحرصون على تطبيقها في حياتهم هم في الغالب أشخاص مروا بتجارب مؤلمة فيما سبق، جعلتهم الآن يفقدون الثقة فيمن حولهم، ويميلون للابتعاد تماما عن المغامرة أو المخاطرة، حتى وإن كانت ستحمل لهم الخير وتختصر الوقت والمجهود. تتسم مثل هذه الشخصيات أيضا بالتشكك في كل الناس حتى وإن كانوا طيبين ومسالمين، والخوف من تجربة أي شي جديد.